"حول مستقبل الطاقة الشمسية"
تم النشربتاريخ : 2022-01-13
"حول مستقبل الطاقة الشمسية"
⭕ بقلم: عضو الهيئة العامة
⭕ م. ضياء حامد الجدع القواسمي/ رئيس مجلس ادارة شركة أبناء حامد الجدع للكهرباء والطاقة
يشغل موضوع الطاقة الشمسية والمتجددة بال الناس في السنوات الأخيرة، حيث أصبح الملف قضية مطروحة بقوة في أذهان الناس وبات مقبولاً بشكل كبير في الذهن العام، لا سيما في المجتمع الفلسطيني، ومع ازدياد ثقافة المجتمع بأهمية وأثر الطاقة النظيفة والمتجددة على البيوت والمنشآت الصناعية والشركات الكبرى والمتوسطة والصغيرة، كان لزاماً علينا أن نتطرق للأمر بصورة موضوعية ومعرفية تساعد الجهور الفلسطيني على فهم أعمق وأشمل لمشروعات الطاقة الشمسية والطاقة البديلة.
إن مشروعات الطاقة الشمسية اليوم، أو ما يعرف بالطاقة النظيفة أو البديلة هو مجال حيوي تفاعلي أثبت قدرته على المنافسة على سوق الوقود الأحفوري، وقدرته على التفوق عليها بما يمثله من قدرة على تأمين الطاقة المطلوبة للأفراد والمؤسسات والشركات بصورة توفر عليهم الكثير من الإنفاق المادي، والبعد عن مخاطر وأسعار الوقود التقليدي الأحفوري، فهو مجال اقتصادي توفيري وآمن وصديق للبيئة في الآن ذاته.
إن خبرتنا الممتدة على مدى أكثر من عشر سنوات في مجال التعامل مع الطاقة الشمسية، والمشروعات التي قمنا بتنفيذها على اختلاف مستوياتها في المناطق الفلسطينية من هضبة الجولان شمالا إلى النقب في الجنوب تمثل حالة من الدراسة الاستقصائية لواقع ثقافة المجتمع التي باتت تتطور يوماً بعد يوم في مجال أهمية الطاقة الشمسية، فهذه الثقافة باتت مقبولة ومطلوبة من قبل شرائح المجتمع المختلفة، فتعززت ثقة المجتمع بهذه المشروعات، وحالة الإقبال من قبل المواطنين على تركيب أنظمة الطاقة الشمسية باتت ملحوظة وواضحة، وهو ما يثبت ثقة المواطن بقدرة هذه الأنظمة على تخفيف المصروفات التي يتحملها، إضافة إلى كونها مشروعات آمنة وقادرة على تلبية الاحتياجات الخاصة بالفرد والمؤسسة مهما كان حجمها.
لا شك أن التوجه الفلسطيني في الاعتماد أكثر على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، يأتي منسجمًا مع التوجهات العالمية المتزايدة لاستغلال مصادر الطاقة البديلة، لا سيما إذا عرفنا أن فلسطين تقع على بعد 30 درجة شمال خط الاستواء؛ ما يعني أن الطاقة الشمسية التي تسقط على كل متر مربع فيها تقدر بثلاثة آلاف كيلو واط في كل ساعة، وهى نسبة عالية جداً ، كما تتمتع فلسطين بما يزيد عن 300 يوم مشمس في السنة، الأمر الذي يجعلها من أفضل المناطق في استغلال الطاقة الشمسية، ويجعل الاستثمار في هذا المجال فيها أمراً مجدياً وله مردود إيجابي على المستوى المادي.
ومن اللافت في هذا المجال التوجه الحديث من الشركات ورجال الأعمال في الاستثمار في المشروعات الكبرى في الطاقة الشمسية، على المستوى الفردي والتجاري وعلى مستوى شركات الكهرباء والبلديات والمحليات، حيث انتشرت محطات توليد الطاقة الشمسية بصورة حقيقية ومؤثرة، وباتت مطلباً حقيقياً لعدد من رجال الأعمال على المستوى الفردي لمردودها الكبير والآمن كاستثمار طويل المدى، ولخبرتنا في هذا المجال ، فإن الاستثمار فيه حقيقي ومؤثر، وله أثره على البيئة وقدرتنا على تأمين مصادر الطاقة البديلة، إضافة إلى المردود المادي لمالكي ومستثمري المال في هذا المجال.
وأخيراً، فإن من الذكاء الفعلي أن يتم استثمار مجالات التأمين الفعلي لمصادر الطاقة البديلة، فمجال الطاقة البديلة استثمار آمن، طويل المدى، وله آثاره الإيجابية الملموسة على مستوى الفرد والبيئة، إضافة إلى كونها حاجة ماسة للمجتمع العصري لا سيما في ظل التعداد السكاني المتزايد والطلب الكبير على الطاقة بسبب التطور الصناعي والاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتاحة.